واصل الفلسطينيون أمس مسيرة العودة الكبرى التى بدأت الجمعة الماضية وتستمر ستة أسابيع، رغم إصابة مئة فلسطينى أمس فى مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلى، وإحباط واشنطن محاولة ثانية لإصدار مجلس الأمن الدولى بيانا بشأن غزة، وتوعد إسرائيل برد أقوى ضد الفلسطينيين، ورفضها التحقيق فى مجزرة غزة.
وقد أعلن أسامة النجار، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أن أكثر من مئة فلسطينى أصيبوا برصاص القوات الاسرائيلية والاختناق فى الضفة وقطاع غزة خلال مشاركتهم فى فعاليات اليوم الثانى لإحياء يوم الأرض. وقال النجار، لإذاعة «صوت فلسطين» أمس إن «سلطات الاحتلال استخدمت فى قمعها للمسيرات أنواعا مختلفة من الغازات والرصاص الذى أطلقه جنود الاحتلال تركز على أسفل الجسم، وأدى إلى بتر فى الأطراف». وأشار إلى أن عدد الشهداء منذ إعلان الرئيس الأمريكى بشأن القدس بلغ ٥٢ شهيدا وأكثر من تسعة آلاف جريح.
يأتى ذلك فى وقت، عرقلت فيه الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية صدور بيان عن مجلس الأمن الدولى يدعو إلى ضبط النفس وإجراء تحقيق مستقل فى المواجهات التى دارت على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل الجمعة، وسقط خلالها ١٧ شهيدا فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلى. وقد تقدمت الكويت بصفتها ممثلة عن المجموعة العربية فى مجلس الأمن بمسودة بيان يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف فى المواجهات التى دارت الجمعة الماضية، لكن الاعتراض الأمريكى وأد المبادرة الكويتية فى مهدها.
وقال الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن واشنطن أفشلت محاولة أخرى لصياغة بيان متواضع عن مجلس الأمن بشأن أحداث غزة.
وذكر أن سفيرة الولايات المتحدة نيكى هايلى «أصرت أن تقف الحامى لجرائم الحرب الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل فى قطاع غزة.
واتهم عريقات واشنطن بـ «الانحياز الأعمى» لصالح إسرائيل، مشددا على أن ذلك يتطلب موقفا عربيا «لأن الإدارة الأمريكية الحالية تدفع المنطقة وشعوبها إلى مربع من العنف وإراقة الدماء والفوضى».
وأضاف: سنطرق كل الأبواب الدولية، ولن نتوقف عن صمودنا، ولن نخضع، وسنستمر مستندين للقانون الدولى والشرعية الدولية ونكون أيقونة للعالم أمام الإدارة الأمريكية التى قررت أن تحرق جميع الجسور مع القانون والشرعية الدولية».
وأكد عريقات ضرورة وضع خطة إستراتيجية عربية «تأخذ بعين الاعتبار مصالح العرب قبل المصالح الفلسطينية فى مواجهة إدارة أمريكية تدفع المنطقة للعنف والفوضى.
من جانبه، هدد وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، برد أقوى، وأعلن رفض إسرائيل التحقيق فى أحداث غزة، وقال إن القوات الإسرائيلية فعلت الصواب بإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين، وأن ٩٠٪ من المشاركين فى المسيرة التى جرت الجمعة الماضية بمحاذاة السياج الأمنى المحيط بقطاع غزة، كانوا من عناصر حركة «حماس» وأبناء عائلاتهم.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله إن «ما لا يقل عن أحد عشر من الفلسطينيين الذين استشهدوا بمحاذاة السياج الأمنى المحيط بالقطاع كانوا إرهابيين»- على حد زعمه. وادعى أن «حماس» أنفقت على المسيرة ١٥ مليون دولار على أقل تقدير